-->
صحافة الدار صحافة الدار
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

يموت المعلم ولايتعلم ...من تاجر أقمشة لملمع أحذية "بجامعة القاهرة"


عم زكريا

كتبت :علياء على


شخص عاش فترة من حياته عيشة الأثرياء وتحولت حياته من الغنى للفقر، وذلك بمساعدة خاله الذي منحه بضاعة من الأقمشة للتجارة بها ولكن كقول المثل «لا تعطيني سمكة بل علمني كيف اصطاد» وبموت خاله فقد هذا الشخص عمله وترك بدلة البيه وعاد لجلباب أبيه.


وجهه بشوش، وضحكته صافية، لكل من مر من أمامه، ملامح الكبر تملأ وجهه، يعمل ملمع أحذية يلبس، جلبابا متسخ قليلا يضع علي رجله قطعة قماش خضراء ليقف عليها الأشخاص بعد خلع الحذاء، وأمامه صندوق يحتوي علي أدوات بسيطة للتلميع، بيده فرشاة، بجانبه الأيمن عكاز، هذا الشخص يدعى «زكريا جاد» يبلغ من العمر 68 عاما.


عمي زكريا رجل يعمل بداخل الجامعة منذ 20 عاما والجميع يحبونه ويحترمونه ولكن لم يعرف أحد عن ماضيه شيء.

ويقول عمي "زكريا " كنت أمتلك محلات «بني فاتورة » بوكالة البلح في تجارة الأقمشة كنت رجل من الأثرياء ولكن فقدت مال أملك في التسعينات بسبب الاستهتار الذي كنت أعيش فيه، فقد بلغ طيش الشباب مبلغة ولم أستطع تفاديه" وما اقدرتش النعمة وغلطت كتير بحياتي والإنسان مابيعرفش قيمة الشئ إلا بعد مايفقده وأنا ماعرفتش النعمة اللي كنت فيها إلا لما لقيت نفسي هنا ماسح أحذية بالجامعة " 

عمي زكريا حياته اختلفت تماما حيث كان يعيش في" الدرب الأحمر" في حيّ سيدنا الحسين .
ويحكي لمحات من حياته فقد كان يرتدي قميصا وبنطلونا وتحت يده صبيان يمارسون العمل.

أما حاليا فقد ساء الأمر به فهو يسكن حيّ "بولاق الدكرور" يرتدي جلبابا ويعمل لخدمه الآخرين، شقته لا تسع الأسرة فلديه  أربع بنات يحاول مساعدتهم وتجهيزهم للزواج وولدين معاقين .

ولأنه يعمل في جامعة القاهرة فقد عرفه الكثيرين وتعاملوا معه وأشادوا به.

فقال «محمود سيد »خريج حقوق القاهرة دفعة 98 " الراجل دا زي أبي، شخص محترم ماشفناش منه حاجه وحشة بالعكس عمره ماطلب مننا أجر بعينه لو مش معانا فلوس بيقولنا امشوا ودايما في خدمتنا وربنا يعطي طولة العمر "

جملة قالها عمي زكريا وصف فيها معاناة الفقير بعد الغلاء "دلوقتي احنا بنفوت علي بتاع اللحمة بنقولها ربنا يكرمك ياابعيدة واتروحي النار "
ووصف قائلا" إن زمان كانت الأسعار رخيصة واللي كان دخله قليل كان يقدر ياكل لحمة دلوقتي صعب" 
وأضاف "شغلي علي حسب مايريد ربنا ممكن اقعد للساعة 3 عصرا ممكن لـ 4 أوقات بمشي علي واحدة الظهر لأن أنا صاحب مرض ومركب مفصلين في الرقبة والرزق دا بتاع ربنا أنا لا أملك شئ بس أملك فضل ربنا كفاية عليا وربنا يحفظ دكاترة الجامعة كلهم حبايبي وبيساعدوني بكتير"





عمي" زكريا" مش مجرد رجل عادي يعمل بالجامعة هو بالنسبة لكل سخص أب ولا يمر من جانبه أحد إلا وألقى عليه السلام حتي الأساتذه تشهد له بذلك ويشهدون بأنه رجل التاريخ .


عمي زكريا اتعامل مع شخصيات مهمة، رؤساء جامعة سابقا مثال الدكتور «حسام كامل» والدكتور «علي عبدالرحمن».



وقال «رزق منصور» معيد بكلية دار العلوم "بعامله زي ابي وعايز أقوله أنا أقف أمامك حافي القدمين احتراما وتبجيلا ولا أسمح لنفسي أن تلمع حذائي وهو في قدمي"

 وأضاف رزق "عمي زكريا أضاف لي سعادة وكمال المظهر في يوم مناقشة رسالتي فقد انقذني من كآبة المنظر" 
وختم رزق كلامه "عمي ذكريا رجل الدار المنسي "
وفي النهاية "يموت المعلم ولا يتعلم والإنسان طول ماهو حي بيتعلم" حكمة قالها عمي ذكريا المواطن الفقير المحبوب داخل الجامعة من موظفين لعمال لأساتذة.

التعليقات



فريق صحافة الدار

فريق صحافة الدار
" صحافة الدار " موقع إخباري إلكتروني باللغة العربية | الأول بجامعة القاهرة و كلية دار العلوم يتناول الأخبار و الأحداث المحلية والدولية بمهنية وموضوعية وحياد، ملتزما بالدقة والسرعة. ويرصد الموقع كل ما يجري في محافظات مصر سياسياً واقتصادياً ورياضياً وفنياً، فضلاً عن أخبار الشرق الأوسط والعالم.

أعــلــن مــعــنــا

أنــت زائـــر الــمــوقــع رقــم