كتبته: مي محمد
يصدح صوت القرآن عاليًا في الإذاعات القرآنية بألحان ذكورية خالصة دون وجود اللحن النسائي أو صوت النساء.
مايجعلنا نتسائل أين قارئات القرآن الكريم على ساحة التلاوة ؟!
وهل كان لها وجود قبل ذلك أم هي ظاهرة جديدة انبسقت من خلال مسابقات التلاوة المنتشرة حاليًا على الشاشات الفضائية.
الشيخ أبو العيون الشعيشع
احتد الجدل مع بروز الألفية الثالثة بين شيوخ السلفية في مصر والأزهر الشريف ونقابة المقرئين ، مما دفع الشيخ " أبو العيون الشعيشع "منذ أن تولى نقابة مقرئي القرآن آن ذاك أن يرسل بيانًا رسميًا للإذاعة المصرية بشأن اعتماد القارئات في الإذاعة حتى تصل أصواتهن إلى العالم الإسلامي مشيرًا إلى اجتيازهن الاختبارات بنجاح، واعتمدت نتائجهن هيئة من كبار علماء الدين، واشتملت الاختبارات على كافة أحكام القرآن والتفسير والتلاوة ومخارج الحروف وأصول التجويد.
وأشار" الشعيشع" أنه هوجم من قبل شيوخ السلفية؛ الأمر الذي جعله يدافع عن رأيه مهما كانت النتائج، ودافع عن وجهة نظرة قائلًا : بأنه لامانع شرعيًا من كون المرأة مقرئة فقد كانت كذلك قبل خمسين عامًا في الإذاعة المصرية والتي كانت الفتيل الأول لهذه الظاهرة، وجاءت هذة التصريحات على " العربية نت "في عام2009 .
إذا فقد كان الصوت النسائي قبل خمسين عامًا تقريبًا أي في أربعينيات القرن الماضي كما أشار" محمود السعدني" في كتابه " ألحان السماء".
محمود السعدني
يرى «السعدني»أن الأصوات كالوجوة لكل منها سحنة خاصة.. هناك أصوات تنفر منها.. وأخرى تدخل السرور عليك.. وأصوات ترتاح إليها.. وأخرى تجعلك رغمًا عنك تعشقها وتحبها.
ويضيف "السعدني " في كتابه عددًا من أصوات النساء التى برزن في سماء الإذاعة المصرية منهمن: منيرة عبده،
و"أم محمد" أول قارئة في مصر انتشر زيعها في "حرملك" محمد علي والتي كانت تتلو آيات الذكر الحكيم في كافة المناسبات لجمال صوتها الأمر الذي جعلها محط أنظار والي مصر "محمد علي" والتي أرسلها للسلطان العثماني في تركيا لتقرأ في القصر العثماني يتفاخر بكونه يملك امرأة تتلو القرآن بأحكامه وتلاوة عذبة، وعندما توفيت شيّعها محمد علي في جنازة مهيبة تليق بهذه السيدة .
استيقظت مصر في عام ١٩٢٠ على صوت شجي صوت امرأة لا تمتلك من العمر سوى ١٦سنة.
تأثر بها الشيخ"علي محمود "وكان يبكي لجمال صوتها وخشوعه " منيرة عبده" المقرئة التي حصلت من الإذاعة على مبلغ سبع جنيهات في الوقت التي كان يتقاضى فيه الشيخ"محمد رفعت"عشرة جنيهات مما يدل على كثرة مستمعيها وحلاوة صوتها، وكما قيل عنها أنها سجلت في إذاعات لندن وباريس تلاوات نادرة بصوتها، لكن في عام ١٩٣٩انقطع صوت "منيرة" عن الإذاعة بعد أن أفتى "الأزهر " بأن صوت المرأة عورة -لنا فيها حديث آخر- .
اشتهرت في مطلع القرن العشرين كمرتلة عُرفت من خلال الإذاعات الأهلية "كريمة العدلية " والتي انقطع صوتها عننا أيضا عند مجيء الحرب العالمية الثانية .
تناسى "السعدني " صوت "سكينة حسن " والتى نبهه فيها "يحيى عاصم " قائلا :"سامحك الله ..تجاهلت القارئة الوحيدة التي عرفتها أسطونات تلك الأيام ..ألم تسمع بها أستاذ محمود " .
إذا تبقى شيء آخر لكنه هام جدا مالذي دفع هذة الظاهرة إلى الانتشار من البداية ؟!
الإجابة كانا عند الشيخ "محمد متولي الشعراوي" في مقدمة كتاب "ألحان السماء" أن المآتم كانت تستمر ستة أيام: ثلاث لرجال ومثلها للنساء وكانت العادة عندهن لا قراءة القرآن ولكن النياحة أو المعددات كما يطلق عليها أبناء الشعب .
تطور الأمر وأصبح من الأفضل التلاوة بعيدا عن الضياع الفكري في هذا الوقت من تاريخ الدولة الإسلامية .
الشيخ محمد متولي الشعراوي
ظهرت مع مرور الأزمان المسابقات القرآنية عبر الفضائيات الأمر الذي جعل الصراع يحتدم بين مشايخ السلفية من ناحية ومن ناحية أخرى الفتاوى العشوائية والأزهر والفئة المتصوفة -لنا فيها حديث - ، ظهر الصوت النسائي راقي رقراق كصوت "سمية الديب " التي ظهرت في إحدى المسابقات العالمية في دولة تركيا وجاءت قراءتها على كافة المقامات الصوتية ، مما جعل عدد متابعيها على "اليوتيوب "في تزايد مستمر .
سمية الديب
ومن المصرية "الديب " للمغربية "هاجر بوساق " التي ظهرت بقوة كقارئة عربية متميزة برزت في مسابقات محلية وإقليمية ودولية الأمر الذي جعلها في مهب النقاش والجدل مع أحد مشايخ السلفية .
هاجر بوساق
نهاية التقرير الأول بأن التواجد النسائى على ساحة الترتيل متواجد منذ زمن -ليس الآن فقط -.
ولنا متابعة عن الآراء التي تجيز وتنهي عن كون صوت المرأة عورة .